صفقة الامريكان التى رفضها صدام
أربيل- العرب أونلاين-آكي: كشفت صحيفة "آسو" اليومية التى تصدر باللغة الكردية فى السليمانية عن مضمون رسالة قالت إنها تلقت نسخة منها من مصادرها الخاصة كتبها الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ترجع إلى السابع من تموز- يوليو من العام الماضى 2006.
وبحسب الصحيفة، فإن الرسالة تضمنت إشارة من صدام بشأن صفقة عرضها عليه الأمريكان تكمن فى بث نداء صوتى يدعو من خلاله المقاومة إلى إيقاف القتال مقابل ضمان الإبقاء على حياته.
وأوردت الصحيفة الكردية فقرات من الرسالة، تضمنت قوله "بعد مرور سبعة أيام على اعتقالي، وبعد فشل الأمريكان فى استخدام وسائل الترهيب معى عرضوا على عبر أحد عملائهم أن أسجل كاسيتا صوتيا أدعو فيه العراقيين الشجعان إلى وقف المقاومة وإلقاء السلاح مقابل الحفاظ على حياتي، وإلا فإن مصيرى سيكون نفس مصير أولئك المسؤولين الذى قتلوهم بالرصاص".
واستطرد الرئيس العراقى الراحل "ولكنكم تعرفوننى وتعرفون مواقفى لذا فقد رفضت هذا العرض، وقلت لهم لو تمكنت من إيصال صوتى إلى الشعب العراقى لطلبت منهم تصعيد المقاومة والتحدى وليس الاستسلام".
وقال صدام فى رسالته "أرسل إليكم هذه الرسالة ولا أدرى هل ستصلكم أم لا، كما لا أعرف هل أن الإخوة والرفاق القياديين خارج السجون قد أرسلوا إليكم أية رسائل، لأنى فى ظل السلطة الحاكمة حاليا معزول عن العالم حولي، فلا يسمحون لى بالإطلاع على أى جريدة أو راديو أو تلفزيون منذ يوم اعتقالي، وبذلك فقد عزلت عن العالم كله ولا أعرف ما يجرى خارج زنزانتي".
وأشارت رسالة صدام إلى أن "عددا من المعتقلين قد تم قتلهم من قبل المحققين الأمريكيين أثناء استجوابهم".
ويروى تفاصيل لقائه بأحد المسؤولين الأمريكان فى سجنه قائلا " بعد مرور أسبوعين على اعتقالى زارنى أحد المسؤولين الأمريكيين فوجهت إليه سؤالا محددا وقلت له: وجهتم الينا تهمتين مزيفتين وهما امتلاكنا أسلحة الدمار الشامل ودعم الإرهاب، فهل وجدتم شيئا بهذا الصدد؟.فبالنسبة لأسلحة الدمار ليس هناك أى دليل يؤكد امتلاكنا لمثل هذه الأسلحة،كما ليس لديكم أى دليل على دعمنا للإرهاب".
وحسب الرسالة، يستطرد صدام "لقد أجابنى المسؤول الأمريكى "مازحا": حاربناكم بسبب عدم إرسالكم لبرقية عزاء إلى الرئيس الأمريكى أثناء أحداث 11 سبتمبر"،وقال "عندما سمعت ذلك رسمت ابتسامة حزينة وقلت له: يبدو أن مسؤوليكم يكذبون، لأن قادة العالم لا يثقون بكم سواء من كانوا يعارضون سياساتكم أو من يدعمونها".
ونفى الرئيس العراقى فى رسالته صفة الدكتاتورية عن نفسه قائلا "قلت للمسؤول الأمريكى لو كان صدام دكتاتورا لما أجرى أول انتخابات برلمانية عام 1980 فى ظل الحرب بعد توقف الحياة البرلمانية فى العراق منذ عام 1958، ولو كان صدام دكتاتورا كيف أمكنه أن يتجول بنفسه فى المدن والقرى العراقية ويزور المدارس والجامعات ويتنقل بين شعبه بحرية، بل حتى داخل خنادق القتال وسط المقاتلين".